دع عنك غزة ، و عليك بالعجة

دع عنك غزة ، و عليك بالعجة



الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف


بسم الله الرحمن الرحيم

دع عنك غزة ، و عليك بالعجة[1]


بينما كنت أتابع مع بعض الصحبة على التلفاز ما تفعله الطائرات الصهيونية بإخواننا الغزاويين الصامدين المحاصرين من أعدائنا وإخواننا في الدين والنسب .

قال لي أحدهم ( بحرقة شديدة ) : سوف أتصل بإحدى القنوات الفضائية وأتحدث عن هذا الصمت العربي القاتل .

لماذا لا تتحرك الدول العربية و جيوشها ، وطائراتها و صواريخها لإنقاذ أهلنا العزل في غزة .

ثم قال فجأة بخوف ، ووجل : ربما يطلبني بعد هذه المكالمة التنديدية فرع (999)[2].

فقلت له ساخراً متألماً : ربما تستدعيك كل الأجهزة بما فيها فرع 999 و 888 و 777 و أخواتها و أشباهها.

إذا أردت الاتصال التنعم بالأمن والأمان السلم والسلام ، فتحدث عن العجة و مكوناتها و فوائدها وأهميتها للفرد العربي للمساهمة في التطور والنصر و الصمود و التحرير.

يا عزيزي دع عنك غزة وعليك بالعجة ! .

نعم لقد وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الخوف الجزع و الخذلان بسبب سياسات بعض الأنظمة التي خافت وتخاف على نفسها ، ومكوناتها أكثر من أي شيء ولو كان البلاد و أهله .
فأخافت شعوبها لدرجة أن هذا الخائف لم يعد يستطيع أن يدافع عن نفسه و حقوقه و آماله وآلامه ، فكيف به سيدافع عن غيرة ولو كان هذا غير شعب محاصر بلا سلاح ولا مال ولا طعام .

كيف بالخائف و الجائع الذي لا يستطيع أن يفكر إلا بلقمة عيشه و عيش من يكفلهم من النساء العانسات و الشبان العاطلين عن العمل و الأطفال العابثين بلا أمل يضحكون ضحكة بلهاء فهم لا يعرفون ماذا ينتظرهم في المستقبل و حال آبائهم و إخوانهم على هذه الحال من الجري وراء لقمة العيش و مهما كان الثمن .

كيف سيدافع أمثال هؤلاء عن الأمة والأخطار الداهمة و المحيطة بها و هو لا يستطيع أن يدافع عن نفسه و عن أدنى حقوقه ، بل حتى لا يعرف ما هي حقوقه أو حدودها أو ألوانها خوفا و جهلا و تجهيلا .

خوفا من سياط الجلادين و سياط الجوع والفقر .
وجهلا و تجهيلا بالحقوق و الواجبات .

فأقول لأمثال هؤلاء من الخائفين والجائعين و الراكضين وراء اللقمة واللقمتين والراكضين وراء الوهم والأوهام دع عنك العجة[3] و عليك بالعزة ففيها الخلاص من العبودية لغير الله تعالى و فيها النجاة من الظلم و الظلام .

فحيِ على العزة حي إلى العزة حي إلى غزة.

المحامي الدكتور مسلم اليوسف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


----------------------------------------
[1] - العجة : أكلة شعبية في بلاد الشام تصنع من البيض و الطحين والبقدونس . وهي هنا رمز للقمة العيش .
[2] - كناية عن أجهزة القمع في معظم البلاد العربية .
[3] - كناية عن لقمة العيش الرخيصة .

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


لانملك في هذه المرحلة من الضعف والوهن إلا الدعاء

ربما سيأتي يوم يتسلح فيه المسلمون ( من الأجيال القادمة )

الذين سوف بنيون العجة والفول وطوابير الخبز ويتسلحون بالعزة

وقوة الإيمان ويقفون في وجه الظلم والطغيان ! ساعتها سيحررون

غزة وفلسطين وكل شبر محتل في أرضنا السليبة .

أما هذا الجيل فدع عنك لومه فما وصل إليه من مرض يجعل

حالته ميئوس منها . فحكامه هم من أوصلوه لهذه المرحلة من الخنوع

وأتذكر هذه الأبيات من قصيدة كنت كتبتها منذ عدة أعوام

تقول

"خراف نحن نمنا في وداعة

تقول لمن رعي سمعا وطاعة

ومن يخرج علي رأي الجماعة

سيسحق تحت أقدام الجنود"

شكرا لك أخي علي الموضوع