يا علماء الأمة ويا دعاتها ليس بعد

يا علماء الأمة ويا دعاتها ليس بعد
الخميس12 من محرم1430هـ 8-1-2009م الساعة 11:57 ص مكة المكرمة 08:57 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة-> أقلام القراء 1/14/2009 12:52:02 AM



جميلة تلك البيانات الصادرة عن بعض العلماء والدعاة وإن كانت متفرقة ومشتتة؛ ورائعة تلك النداءات التي أطلقها النزر اليسير منهم وإن كان بعضها جاء متأخرا وهزيلا؛ ومشكورة تلك الزيارة لبعض من ولاهم الله رقابنا وإن كانت الفائدة المرجوة منها ضعيفة؛ أسأل الله عز وجل أن يكتب أجر الجميع وأن يخلص النيات.

والسؤال المهم الذي تطرحه أرض غزة الأبية على كل عالم بذل جل عمره في طلب العلم وفي تدريسه، وعلى كل داعية تصدر للناس في المجالس والقنوات الفضائية، هل أعذرت إلى الله ؟! هل توقيعك على بيان أو إرسالك لنداء يعفيك من المسؤولية ويرفع عنك العتب؟! هل إلقاؤك لمحاضرة أو كلمة يبرئك من حساب وسؤال رب العالمين عندما تقف بين يديه؟! يوم لا ينفع منصب ولا جاه ولا مال ولا شهرة.

على مر التاريخ كان العلماء والدعاة هم من يتقدمون الأمة في طريق نهضتها ورفعتها، هم من يحملون المشعل لينيروا لها الطريق، هم من يحركون ويستنهضون ويعبئون الشعوب في الأزمات ووقت الشدائد، هم من يقفون في مقدمة الصفوف عند مواجهة المخاطر والمصائب، هم من يثبتون عندما يتسلل الروع إلى قلوب الساسة وتثبت بثباتهم الأمة، ولولا رحمة الله بهذه الأمة ثم بثبات علمائها لكانت أثرا بعد عين؛ فقد مرت بها أزمات مدمرة وفتن كقطع الليل المظلم ومصائب وكوارث ما لو طرق غيرها من الأمم لأصبحت من التاريخ الغابر.

والملاحظ في أزمة غزة وبشكل واضح عن غيرها من الأزمات هي أن الوعي الإسلامي في الأمة والشعور بالجسد الواحد يتزايد حجمه ويتوسع نطاقه على مستوى الشعوب - وإن كان بينه وبين المستوى المطلوب مسافة ليست قصيرة -، بينما هناك فقر مدقع وشح مهلك على مستوى القيادات التي توجه هذا الوعي وتستثمر هذه العاطفة الدفاقة؛ ونحن نعلم يقينا أن العلماء هم الأقدر والأصلح لقيادة هذه الأمة؛ خاصة بعد أن رفع الساسة أيديهم عنها وغسلت هي يديها منهم، بل إن البعض من هؤلاء الساسة أصبح خنجرا مسموما يطعنها من الخلف، إن الأمة بحاجة ماسة إلى ذلك العالم الألمعي الذي يتميز إلى جانب العدالة والصلاح بالعلم في الدين والفقه للواقع والعقلية الإدارية والحنكة السياسية، وإذا عز ذلك عليها في هذه الأيام فلتكن مؤسسة علمائية تقوم بهذا الدور يجتمع تحت رايتها جل علماء الأمة الربانيون - وهم موجودون في ثنايا وزوايا هذه الأمة غير أنهم متفرقون ومضيق عليهم -؛ ولا شك أنهم لن يعدموا حيلة للاجتماع ولا ينقصهم مبرر لتولي زمام المبادرة . فيا علماء الأمة ماذا تنتظرون أكثر مما ترون اليوم، فغزة العزة تحترق وغزة النصر تناديكم؛ بل الأمة كلها تستصرخكم وهي مكشوفة وبلا قيادة؛ وفي التاريخ منعطفات مصيرية من يهتبلها ويقتنصها في سبيل تحقيق غايته هو من ينحت على صفحاته المجد، ومجدكم هو نصرة هذا الدين وإعلاء كلمته .



وليد وصل المغامسي