[center][/center
ذات مساء
وانتحينا معا مكاناً قصياً **** نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ **** سوانا هوىً عنيفاً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي***من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا**** وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ**** خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض**** ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي**** لا أراني أعيش حتى تؤدَّى
_________________
[color=olive]دَين الأحياء
دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ **** كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!
إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه **** فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ
يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها **** مستوحشاً في غربةٍ وتنائي
هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها **** وترى مقامَك في العراء النائي
فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها- **** تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ
ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه **** ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ
ظمآن حين الماء ليلى وحدُها **** عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!
هيمان يضرب في الهواجر حالماً **** بظلال تلك الجنة الفيحاءِ
فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا **** فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ
يا للقلوب لقصةٍ بقيت على **** قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصةُ الطيف الحزين، وصورةُ **** القلب الطعين، مجللاً بدماءِ
هي قصةُ الدنيا، وكم من آدم **** منا له دمعٌ على حوّاءِ
كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى **** نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ
فاذا تداركه النهارُ طوى المدمعَ **** في الفؤاد وظُنَّ في السعداء
لا تعلم الدنيا بما في قلبه **** من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاء
كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها **** فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ
كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها **** سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها **** ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ
الكونُ في احسانها والعمرُ عند **** حنانها، والخلدُ يومُ لقاءِ
يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ **** لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ
خلُدت على الدنيا وزادت روعةً **** ممّا كساها سيدُ الشعراءِ
خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً **** من جودة التمثيل والإلقاءِ
من فنّ (زينبها) ومن (علاّمه ) **** زين الشباب وقدوةِ النبغاء[/color]