اليوم الإثنين
الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق
نزلت ومعي الجنيه الواحد وشنطة الخضار التي اختصت بالعيش ولا شيء غير العيش.
نزلت كعادتي في طابور الرجال فبعد اقتسام طابور الذكور إلى أطفال ورجال صرت أقف فيه وهو طابور جيد نوعا ما إذ لا يقف فيه في المتوسط سوى 14 فردا فقط.
كعادتي بحثت عن آخر من في الطابور منعا للمشاكل ووجدته صبيا لا ينبغي له أن يقف معنا.
جاء خلفي رجل واضحإنه قرفان من العيش والعيشة واللي عايشينها صرف هذا الشاب وقال له إن ربيع (اللي بيسلم العيش) مش هيديله حاجة.
الأطفال معادوش أطفال عمالين يزقوا بعضهم وقارفينا
والحريم حوالينا في كل حتة تلاقيهم داخلين على مكان العيال وداخلين من جنب الرجالة عايزين خمسات وبيزاحموا مستغلين اننا لازم نبعد علشان منحتكش بيهم فبالتالي بيكسبوا أرض دايما علينا.
بعد مرور عشر دقائق خرج تلات رجاله محترمين من الفرن واضح انهم من التموين.
تأكدت أنهم من التموين بعد أن رأيت أنهم يركبون سيارة نص نقل.
فجأة أشار واحد من الطابور أمامي قائلا
- شايفين فوق في المقطورة ايه.
نظرت حيث أشار فرأيت عليه شوالين دقيق من قوت الشعب
ابتسم واحد من الواقفين قائلا
-أيوة طبعا ده تموين اليوم
نظرت في غباء مصطنع إليهم وقلت وهما هيعملوا بيه ايه هيعملوا عيش في بيوتهم.
نظر لي أحد الواقفين قائلا
- لأ يا بيه ....دول هيبعوه...هيتصرفوا فيه
عاد الأول ليقول
-هيا البلد خربانة من شوية
واحد تاني
- وان شاء الله هتخرب كمان...خليها تخرب
المهم أنني تابعت تعليقاتهم لأجد شخصا آخر يقول
- هو بتوع التموين بيعدوا على الأفران بياكل ويشرب الشاي والسجاير ويقبض يومية زي أي واحد في الفرن وبعدين هوا هيعيش ازاي اذا معملش كده ...كمان بعد ما يخلص ده كله ياخد شوالين هدية يتصرف فيهم.
صمتنا بعد ذلك
وظل الطابور ماشي حتى حدث الصراخ بجواري
عيل كان واقف بعيد عن الطابور وحاجز دوره، عندما اقترب عليه الدور أراد العودة للمكان
العيل رقم تلاته بقى اربعة
فقعد يعيط
.....طابوري ....انت يا عم ابعد عن الطابور........ده مكاني......
نقله يا ابني مفرقتي من واحد
يقول مليش فيه
-يا ابني بطل زق عايزين نقف
-مليش فيه يا عم
ويضرب الواد اللي قدامه وبيعيط ويضرب اللي قدام اللي قدامه والرجالة مش طايقينه
حتى الواد الأولاني خالص نابته لكمه
شعرت بالغضب وأردت أن أحكم قبضتي عليه فلم يزدد إلا إصرارا على أن يترك هذا الولد مكانه
المهم ربيع وده شخص مقرف فعلا بالمناسبة حب يقفل على الحريم
راح بدل مكاننا بمكان العيال
والواد الغلس فضل يعيط
وانا كنت الأول
بقينا ما بين زق الحريم وزق العيال أنا والغلابة اللي ورايا
حتى أخذت العيش
يعد 40 دقيقة
وعدت إلى المنزل
وإلى طابور آخر إن شاء الله
مش عارف والله
دى فكاها
ولاضحك على انفسنا
دلوقتى الانسان مننا يذهب الى الفرن
وكأنه ذاهب الى الحرب
بيبوس اولاده وهو خارج من البيت
وينطق الشهاده
الله اعلم ممكن غطه حلى طأش يخبطه يروح فيها
س1؟هل الذين يمتون فى طابو العيش شهداء