دشنت ناشطات انترنيت مصريات على موقع "فيس بوك" الاجتماعى العالمي، حركة نسائية جديدة تستهدف الدفاع عن الفتاة والمرأة المصرية عن طريق حظر ألفاظ سيئة تتداول بين الشباب بصورة كبيرة مثل كلمة "مُزة" التى تعنى الفتاة المتأنقة أو المثيرة، داعين لوقف استخدام هذه الكلمة السيئة، ومنع انتشارها فى الشارع أو الأفلام، والأعمال الفنية أو وسائل الإعلام، باعتبار أنها كلمة سيئة الصيت، وطالبن جميع السيدات بأن يشاركن معها ليعلنوا أن "المرأة = إنسان وليست مزة".
ورفعت الحركة النسائية، التى قادتها فتاة تسمى نفسها "فانتازيا وورلد" على موقع "فيس بوك" وكذلك مدونة "فانتازيا" أو "المزة المصرية – المرأة المصرية سابقا"، شعار "أنا مش مزة"، داعية لوقف استخدام هذه الكلمة فى المجتمع المصري، وقدمت نصيحتها للفتيات قائلة: "طول ما بتقبلى انك تكونى مزة .. عمرك ما هتكونى إنسانة".
وتتبنى حركة "أنا مش مزة" دعوة صريحة لرفض استخدام كلمة "مزة" فى الشوارع والأماكن العامة والإعلام والأعمال الفنية، لأنها لا تعبر عن احترام المجتمع المرأة، وصون كرامتها، وأكدت أن "استخدام هذه الكلمة فى الأماكن العامة، وترددها فى الإعلام كثيراً، يعد اضطهاداً ونوعاً من أنواع العنف الذى يمارس ضد المرأة، ولذا فمن المهم إعلان رفضه، لأن الهدف من كلمة مزة تحقير المرأة وأهانتها عن طريق الإشارة إليها بلفظ يحمل إيحاءً جنسياً".
وتحت عنوان "حركة أنا مش مزة لمناهضة اضطهاد المرأة"، قالت مناصرات للحركة أنهن حزينات لاستخدام هذا التعبير الشعبى المؤسف، وقالوا إنه أصبح سلاحاً يستخدم ضد المرأة فى مصر، فيما قالت "فانتازيا وورلد" فى تبرير طلبها رفض استخدام هذه الكلمة أن: "الجنس الأنثوى كله أصبح يوصف بكلمة "مزة"، التى تداولتها كل الأعمال والمستويات والطبقات الاجتماعية"، مؤكدة أن الكلمة "مقززة ولها معنى جنسى يهدف إلى اختزال المرأة فى جسمها والتحقير من شأنها".
وتساءلت "فانتازيا" بسخرية "من الذى سيعطى المرأة حقها للوصول إلى المناصب القيادية وهى "مزة"؟ مين هيروح للدكتور "مزة" عشان يتعالج عندها؟ إزاى الطالب يحترم أستاذته "المزة؟". وطالبت كل سيدة وبنت تحترم آدميتها بأن ترفض مسمى "مزة"، داعية إلى "وقفة فى وجه المجتمع الذكوري، لمنعه من اختزالنا فى مجرد أجساد"، و"شطب هذه الكلمة البذيئة، المحقرة من شأن المرأة من قاموسنا العامى المصري، ومن جميع وسائل الإعلام والأغانى والأفلام أيضاً".
نظرة دونية تحقيرية للمرأة
وتقول صاحبة مدونة "فانتازيا" أو "المزة المصرية – المرأة المصرية سابقا " أن كلمة "مزة" فى العامية المصرية معناها بنوتة حلوة، ولما بنستخدمها كصفة، زى مثلا لما نقول "البنت دى مزة"، يبقى بنقول إنها مثيرة"، مؤكدة أن "الكلمة دى معناها مش كويس فى العربى وبتدل على نظرة دونية تحقيرية للمرأة"، كما أنها "تعبير حى عن كل المشاعر السلبية وعدم الاحترام اللى ف دماغ الرجالة فى تعاملهم مع الستات .. حتى اللى هما معجبين بيهم وبيشوفوهم جذابين أو متألقين".
وتضيف أن كلمة مزة كانت تستخدم سابقا من قبل الرجال العاملين فى أعمال وحرف يدوية وهم فئة من المجتمع نظرتهم محدودة ونظرتهم للمرأة نظرة جسدية بحتة، ومع هذا فكان غرضهم هو مدح جمال زوجاتهم أو الخطيبة ولم تكن كلمة خارجة أو غير لائقة فى هذه الفترة، كما أن البنات من نفس الفئة كن يعتبرن معنى هذه الكلمة أنهن مرغوبات من الرجال، وأن كلمة "مزة" لم يكن لها حينئذ نفس المعنى الذى تقصد به الآن، فى حين كانت "الكلمة" تعتبر "وقحة" ممن يسمعونها ممن لم يسمعونها من خارج بيئتهم.
وتضيف مدونة "المزة المصرية سابقا" أنه "بسبب التغيرات الكثيرة والتفاعلات اللى ترتبت عليها بسبب عوامل سياسية واقتصادية فى الفترة الماضية حدثت تغيرات اجتماعية كثيرة فى الهرم الاجتماعى المصرى الذى "انقلب أو بمعنى أدق أتشقلب وبقى اللى فوق تحت واللى تحت فوق" ، وهو ما كان له تأثير كبير على كل أشكال الحياة فى مصر ، وتحولت بالتالى اللغة فى الشوارع لخليط من طبقات، وثقافات، وخلفيات ولغات كنيرة، مفيش بينها أى حاجة مشتركة.
وتخلص المدونة إلى أن "الاستخدام الحالى لكلمة مزة لا علاقة له بالطبقة الاجتماعية، وأصبح الشباب المصرى يستخدمها فى أى حديث عام عن البنات، بحيث استبدلت كلمة ست أو بنت تماما بكلمة مزة، ولم تعد الكلمة تصنف ككلمة "خارجة" أى إباحية، رغم أنها تصنف كنوع من التحرش اللفظي.
ومع الوقت تحولت الكلمة إلى كلمة عادية متكررة .. لا المجتمع يرفضها بسبب معناها السلبى ولا هى مرفوضة فى الإعلام والأفلام، وعلى العكس أصبح مرحبا بها فى حياتنا اليومية وأصبحت أكتر كلمة تستخدم فى القاموس المصرى العامي.
وتؤكد الحملة التى تقودها مدونة " فانتازيا" عن كلمة "مزة" أنها "كلمة تهدف إلى إزلال المرأة وتحقيرها وتدمير معنوياتها"، وأنها كلمة "غرضها وضع المرأة فى مكانة وضيعة وتحويلها لمجرد جسم.. أجساد.. قطع لحم مرغوبة من الجنس الأخر لكنها فى نفس الوقت محتقرة ومهانة".
وتضيف أن "كل البنات مدركات ان الكلمة دى غير لائقة، ومؤذية، ومهينة، وتعبر عن الدونية.. لذلك فى موقفهم الحالى كتابعين، كان لازم يخترعوا نوع من الخداع النفسى عشان يقدروا يقبلوا مفهوم الـ "مزة"، ويهربوا من كونها لفظ وقح.
ووجهن "نداء إلى كل مزة مصرية "لعدم دفن رأسها فى الرمال لأن هذا يزيد ضعفها ويقلل احترامها ويحولها لتابع ضعيف ومجرد جسد، قائلات "لو فضلتى مش مصدقة الكلام دا يبقى مش هتفهمى إنك تستحقى معاملة أفضل.. طول ما بتقبلى إنك تكونى مزة.. عمرك ما هتكونى إنسانة"، على حد تعبيرهن
موضوع: حركة أنا مش مزة !! علي الإنترنت 
الخميس 20 مارس - 10:52
