القصيدة دي عجبتني
ولأنها علي منوال قصيدة أمير الشعراء شوقي
حبيت أحطها لكم وأتمني تعجبكم
قٌـــمْ للمـغـنِّـيْ وفِّـــهِ التـصـفـيـرا كــاد المغـنِّـيْ أن يـكـون سـفـيـرا
يــا جـاهـلاً قــدر الغـنـاء و أهـلِـهِ اسـمـع فـإنـك قــد جَهِـلـتَ كثـيـرا
أرأيتَ أشـرفَ أو أجـلَّ مـن الـذي غنَّـى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُـصُـورا
يكفـيـهِ مـجـدا أن يـخـدرَ صـوتُــهُ أبــنــاء أُمــــة أحــمــدٍ تـخـديــرا
يمشـي و يحمـل بالغـنـاء رسـالـةً من ذا يرى لها في الحيـاة نظيـرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا لا يـعـرفـون قـضـيـةً و مـصـيـرا
الله أكـبــر حـيــن يـحـيـي حـفـلـةً فـيـهـا يُـجـعِّـرُ لاهـيــاً مــغــرورا
من حوله تجـدِ الشبـاب تجمهـروا أرأيـت مثـل شبابـنـا جمـهـورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتـوتْ حتى غَـدَتْ بيـن الضلـوعِ سعيـرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكـا ابـكـي شبـابـا بالـغـنـا مـسـحـورا
يــا لائـمـي صمـتـا فلـسـت مبالـغُا فالأمـرُ كـان و مـا يــزالُ خطـيـرا
أُنظـر إلـى بعـض الشـبـابِ فـإنـك ستـراهُ فــي قـيـد الغـنـاءِ أسـيـرا
يا ليت شعري لـو تـراهُ إذا مشـى مـتـهـزهـزاً لظـنـنـتـهُ مـخـمــورا
مـا سُـكـرُهُ خـمـرٌ و لـكـنَّ الفـتـى مـن كــأسِ أُغنـيـةٍ غــدا سِكّـيـرا
أقْبِـح بـهِ يمشـي يُـدنـدنُ راقـصـا ًقـتـلَ الرجـولـةَ فـيـهِ و التفـكـيـرا
لـولا الحـيـاءُ لصـحـتُ قائـلـةً لــهُ (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو فـي دارهِ دومــاً لـكـأس الأُغنـيـاتِ مُـديــرا
إنَّ الــذي ألِــفَ الـغـنـاءَ لـسـانُـهُ لا يـعــرفُ التهـلـيـلا و التكـبـيـرا
حـاورهُ لـكـنْ خُــذْ منـاديـلاً مـعـك خُذهـا فإنـك سـوف تبـكـي كثـيـرا
ممـا ستلقـى مــن ضحـالـةِ فـكـرهِ و قـلـيـلِ عـلــمٍ لا يُـفـيـدُ نـقـيــرا
أو قلت أُكتـب سيـرةً عـن مطـربٍ لـوجـدتِـهُ عـلـمـاً بـــذاك خـبـيــرا
أو قلـتَ كـمْ مـنْ أُغنـيـاتٍ تحـفـظُ سـتـرى أمـامـك حافـظـاً نحـريـرا
أمـــا كــتــابُ الله جــــلَّ جــلالــه فرصيـدُ حفظـهِ مـا يــزالُ يسـيـرا
لا بـيـتَ لـلـقـرآن فـــي قـلــبٍ إذا سكـن الغنـاءُ بـه و صــار أمـيـرا
أيلومـنـي مــن بـعــد هـــذا لائـــمٌ إنْ سـال دمــعُ المقلتـيـن غـزيـرا
بـلْ كيـف لا أبكـي و هـذي أمـتـي تـبـكـي بـكــاءً حـارقــاً و مـريــرا
تبكـي شبابـا علَّـقـتْ فـيـهِ الـرجـا ليـكـونَ عـنـد النائـبـاتِ نـصـيـرا
وجَـدَتْـهُ بالتطـريـبِ عنـهـا لاهـيـاً فطوتْ فؤاداً فـي الحشـا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــــــداوي لــوعــتــي عيـشـي غــدا مـمـا أراه مـريــرا
فالـيـومَ فـاقـتْ مهرجـانـاتُ الغـنـا عَـدِّي فأضـحـى عَـدُّهـنَّ عسـيـرا
فــي كــل عــامٍ مـهـرجـانٌ يُـولــدُ يشدوا العـدا فرحـاً بـهِ و سـرورا
أضحـتْ ولادةُ مطـربٍ فـي أُمـتـي مـجـداً بـكـلِ المـعـجـزاتِ بـشـيـرا
و غـــدا تَقـدُمُـنـا و مختـرعـاتُـنـا أمـراً بشغـلِ القـومِ ليـس جـديـر ا
مـا سـادَ أجـدادي الأوائـلُ بالـغـنـا يومـاً و لا اتخـذوا الغنـاء سميـرا
سـادوا بديـنِ محمـدٍ و بَنَـتْ لـهـمْ أخلاقُهـمْ فــوقَ النـجـومِ قُـصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً ثَبْـتَ الجنـانِ مغـامـرا و جـسـورا
مـزمـارُ إبـلـيـس الـغـنـاءُ و إنـــهُ في القلبِ ينسـجُ للخـرابِ سُتُـورا
صاحـبْـتُـهُ زمـنــاً فـلـمـا تَـرَكْـتُــه أضحـى ظـلامُ القلـبِ بعـدَهُ نــورا
تــبــاً و تــبــاً لـلـغـنـاءِ و أهــلِــهِ قـد أفسـدوا فـي المسلميـن كثيـرا
يــا ربِّ إهـدِهِـمُ أو ادفــع شَـرَّهُـمْ إنَّــا نــراك لـنــا إلـهــي نـصـيـرا